أهلا بك عزيزا على قلوبنا... عماد
أهلا بك عزيزا على قلوبنا... عماد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غادة السمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 302
تاريخ التسجيل : 04/07/2009

غادة السمان Empty
مُساهمةموضوع: غادة السمان   غادة السمان Icon_minitimeالخميس 13 مارس 2014, 22:13

عاشقة الممحاة
 
أقضي ليلي وأنا أكتب إليك رسائل حب

ثم أقضي نهاري التالي ,

وأنا أمحو كل كلمة على حدة !

فعيناك بوصلتان ذهبيتنان

تشيران دوماً صوب ... بحار الفراق !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أميرة في قصرك الثلجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟

ضيعتني لأنك أردت امتلاكي ! ....

* * *

ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً

وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ...

* * *

أين أنت ؟

ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي ،

واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري ؟

* * *

ذات يوم ،

جعلتك عطائي المقطر الحميم ...

كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ،

دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة ..

* * *

ذات يوم ،

كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً

كلوحة من الضوء الحي ...

يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ،

دونما مناقصات رسمية ،

أو مزادات علنية ،

وخارج الإطارات كلها ...

* * *

لماذا أيها الأحمق الغالي

كسرت اللوحة ،

واستحضرت خبراء الإطارات ؟

* * *

أنصتُ إلى اللحن نفسه

وأتذكرك ...

يوم كان رأسي

طافياً فوق صدرك

وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة

وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك

لا نعي معنى عبارة "ذكرى" ..

كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ،

موته المحتوم ذات يوم ...

* * *

حاولت ان تجعل مني

أميرة في قصرك الثلجي

لكنني فضلت أن أبقى

صعلوكة في براري حريتي ...

* * *

آه أتذكرك ،

أتذكرك بحنين متقشف ...

لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح

منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة ...

لحظة ودعتك

وواعدتك كاذبة على اللقاء

وكنت أعرف انني أهجرك .

* * *

لقد تدفق الزمن كالنهر

وضيعتُ طريق العودة إليك

ولكنني ، ما زلت أحبك بصدق ،

وما زلت أرفضك بصدق ...

* * *

لأعترف !

أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر ...

وأحسست بالغربة معك ،

أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر ! ...

معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ،

معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن

النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل ...

آه اين أنت ؟

وما جدوى أن أعرف ،

إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى

من الكرة الأرضية ؟ ...

* * *

وهل أنت سعيد ؟

أنا لا .

سعيدة بانتقامي منك فقط .

* * *

وهل أنت عاشق ؟

أنا لا .

منذ هجرتك ،

عرفت لحظات من التحدي الحار

على تخوم الشهوة ...

* * *

وهل أنت غريب ؟

أنا نعم .

أكرر : غريبة كنت معك ،

وغريبة بدونك ،

وغريبة بك إلى الأبد .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها البعيد كمنارة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيها البعيد كمنارة

أيها القريب كوشم في صدري

أيها البعيد كذكرى الطفولة

أيها القريب كأنفاسي وأفكاري

أحبك

أح ب ك

وأصرخ بملء صمتي :

أحبك

وأنت وحدك ستسمعني

من خلف كل تلك الأسوار

أصرخ وأناديك بملء صمتي ...

فالمساء حين لا أسمع صوتك :

مجزرة

الليل حين لا تعلق في شبكة أحلامي :

شهقة احتضار واحدة ...

المساء

وأنت بعيد هكذا

وأنا أقف على عتبة القلق

والمسافة بيني وبين لقائك

جسر من الليل

لم يعد بوسعي

أن أطوي الليالي بدونك

لم يعد بوسعي

أن أتابع تحريض الزمن البارد

لم يبق أمامي إلا الزلزال

وحده الزلزال

قد يمزج بقايانا ورمادنا

بعد أن حرمتنا الحياة

فرحة لقاء لا متناه

في السماء

يقرع شوقي اليك طبوله

داخل رأسي دونما توقف

يهب صوتك في حقولي

كالموسيقى النائية القادمة مع الريح

نسمعها ولا نسمعها

يهب صوتك في حقولي

واتمسك بكلماتك ووعودك

مثل طفل

يتمسك بطائرته الورقية المحلقة

إلى أين ستقذفني رياحك ؟

إلى أي شاطئ مجهول ؟

لكنني كالطفل

لن أفلت الخيط

وسأظل أركض بطائرة الحلم الورقية

وسأظل ألاحق ظلال كلماتك !..

.

.

أيها الغريب !

حين أفكر بكل ما كان بيننا

أحار

هل علي أن أشكرك ؟

أم أن أغفر لك ؟ ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشهد بمركز الدائرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اهرول من بحر الى اخر و من طائرة الى قطار

و من رفيق الى اخر

اجمع في يدي الصغيرة مجوهرات الاحزان

ثم انثرها على الشاطىء الشاسع

و انا ارقص في مهرجان احبابي

اعبر المغاور المغطاه بازهار خرافية ووحشية الحمرة

تلتهم اللذين لم يدمغهم الحب

و اسبح في غدير تكسوه زنابق التنهدات الليلية

و اتقلب على الحرير و المخمل و الشهوات المستحيلة

و لكنني حين اصحوا

اجد نفسي وحيدة فوق ورقة بيضاء شاسعة

مثل قطرة حبر

سقطت سهوا من محبرة غامضة

***

في البدء كان حبك ؟ ...لا ....

في البدء كان الصمت الشفاف المتواطىء

في البدء كان الخريف الجارح العذوبة

في البدء كان الفراق ..ثم اخترعنا له حكاية

و سطرنا سيناريو الاشواق في دفتر الاوهام

في البدء كان الموت ..الموت

و عبثا حاربناه بالشعر و المواء الليلي المحموم

و صندوق الفرجة و عقاقير التحنيط

***

ايتها المدينة الزئبقية

اقنعيني بانني كنت حقا

عشتك حقا

و زففتك الى النسيان

ايتها المدينة المستحيلة

امنحيني شهادة ولادة

كي اقدر على الموت

***

حبنا؟

كيف أمكن لمعجزة

ان تدوم طويلا هكذا

و ان تتكرر؟

**

منذ فقدتك استعدت صحوي

و صفاء الرؤيا

الحياة ؟

عضو ميت في جسد اثيري حي لا متناه

الحياة ؟

زحف مشلول صوب الضوء

بوضوح شاهدت الكرة الارضية

تنحسر من تحتي هاربة

حين جرؤت على رفع بقية الستارة

عن المسرح ...

***

ايها الاحمق المتوحش يا قلبي

متى تبتعد عن المرض الدائري الدواري

الملقب بالحب

و تمشي بخطى ثابتة

الى مركز الدائرة الملقب

بالموت ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صباح الحب

وتنمو بيننا يا طفل الرياح

تلك الالفة الجائعة

وذلك الشعور الكثيف الحاد

الذي لا أجد له اسماً

ومن بعض أسمائه الحب

منذ عرفتك

عادت السعادة تقطنني

لمجرد اننا نقطن كوكباً واحداً وتشرق علينا شمس واحدة

راع انني عرفتك

وأسميتك الفرح الفرح

وكل صباح انهض من رمادي

واستيقظ على صوتي وأنا اقول لك :

صباح الحب أيها الفرح ،،،

ولأني أحب

صار كل ما ألمسه بيدي

يستحيل ضوءاً

ولأني أحبك

أحب رجال العالم كله

وأحب أطفاله وأشجاره وبحاره وكائناته

وصياديه وأسماكه ومجرميه وجرحاه

وأصابع الأساتذة الملوثة بالطباشير

ونوافذ المستشفيات العارية من الستائر ...

لأني أحبك

عاد الجنون يسكنني

والفرح يشتعل

في قارات روحي المنطفئة

لأني أحبك

عادت الألوان إلى الدنيا

بعد أن كانت سوداء ورمادية

كالأفلام القديمة الصامتة والمهترئة ...

عاد الغناء إلى الحناجر والحقول

وعاد قلبي إلى الركض في الغابات

مغنياً ولاهثاً كغزال صغير متمرد ..

في شخصيتك ذات الأبعاد اللامتناهية

رجل جديد لكل يوم

ولي معك في كل يوم حب جديد

وباستمرار

أخونك معك

وأمارس لذة الخيانة بك.

كل شيء صار اسمك

صار صوتك

وحتى حينما أحاول الهرب منك

إلى براري النوم

ويتصادف أن يكون ساعدي

قرب أذني

أنصت لتكات ساعتي

فهي تردد اسمك

ثانية بثانية ..

ولم (أقع ) في الحب

لقد مشيت اليه بخطى ثابتة

مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما

اني ( واقفة) في الحب

لا (واقعة) في الحب

أريدك

بكامل وعيي

( أو بما تبقى منه بعد أن عرفتك !)

قررت أن أحبك

فعل ارادة

لا فعل هزيمة

وها انا أجتاز نفسك المسيجة

بكل وعيي ( أو جنوني )

وأعرف سلفاً

في أي كوكب أضرم النار

وأية عاصفة أطلق من صندوق الآثام ...

وأتوق اليك

تضيع حدودي في حدودك

ونعوم معا فوق غيمة شفافة

وأناديك : يا أنا ...

وترحل داخل جسدي

كالألعاب النارية

وحين تمضي

أروح أحصي فوق جسدي

آثار لمساتك

وأعدها بفرح

كسارق يحصي غنائمه

مبارك كل جسد ضممته اليك

مباركة كل امرأة أحببتها قبلي

مباركة الشفاه التي قبلتها

والبطون التي حضنت أطفالك

مبارك كل ما تحلم به

وكل ما تنساه !

لأجلك

ينمو العشب في الجبال

لأجلك

تولد الأمواج

ويرتسم البحر على الأفق

لأجلك

يضحك الأطفال في كل القرى النائية

لأجلك

تتزين النساء

لأجلك

اخترعت القبلة !...

وأنهض من رمادي لأحبك !

كل صباح

أنهض من رمادي

لأحبك أحبك أحبك

وأصرخ في وجه شرطة

( كل الناس رجال شرطة حين يتعلق الأمر بنا)

أصرخ : صباح الحب

صباح الحب أيها الفرح ،،،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عاشقة الفراق

وسوسني الحب،

وسوّل لي أنني غابة شاسعة تحت القمر..

فلم ألحظ تلك الليلة،

أنني لستُ أكثر من شجرة أحرقها الإعصار،

ولم أسمع أصوات الحطّابين

وهم ينهالون بفؤوسهم على جذعي...

يا صديقي،

تبادلنا الأدوار

مرة أنت المطرقة،

ومرة أن المسمار...

ويضحك في سره الجدار...

***

كأية مجنونة حرف،

تعشق الحب وتكره الحبيب

لا أريد أن أتعرّى من حبك

كي لا أفقد ذاكرتي

ولا أستطيع أن أرتدي حبك

كي لا أفقد ذاتي..

أريد أن أتلاشى في حبك

كما يتلاشى جسدي في النوم،

وأريد أن أنهض من حبك

صباح اليوم التالي، كمن ينهض من حلمه،

كأن شيئاً لم يكن..

ولكن كيف؟ ومن يستطيع أن يؤكد

أن ما نراه في أحلامنا

لا يحدث لنا حقاً؟..

ولماذا كلما أهديتني وردة في الحلم

أجدها على وسادتي فجر اليوم التالي؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عاشقة نسيها النسيان

* أيتها الغريبة،

أما زال في قلبك متسع لحبّي؟

- حبك لا يتسع له النسيان يا سيدي...

* ولكنك تحاولين مسح توقيعي عن جلد زمنك

بممحاة الزمن...

- أقتلك عند منتصف الليل،

وأتركك في الحي اللاتيني تتخبط بدمائك،

وحين أعود منهكة لأنام،

أجد شبحك متربعاً فوق وسادتي..

وعلى فمه ابتسامة انتصار.. وأنهار..

* وحينما أرحل، هل تفلحين في إلغائي؟

- ليل نهار، حضورك مهيمن في كل لحظة،

وإن كنت أعجز عن لقائك ورؤيتك

عجز العين عن رؤية الحاجب...

ما هو النسيان يا سيدي،

وأنت حين تزورني في كهفي الباريسي وتمضي،

تنمو شجرة ياسمين قرب مقعدك الخاوي،

وتفوح رائحة البحر البيروتي من آثار أقدامك...

***

* ولكنك متمردة حتى على حبّي...

- وهل عليّ أن أقيد الغجرية التي تقطنني

بالسلاسل، إلى حجارة سجنها..

وأجلدها بسياط الرياء لتتعلم الطاعة للتثاؤب؟

أم أعلن على الملأ

أن حياتي تزوجت من موتي، على قارعة التمرد،

فأنجبا طوفاناً من الحبر

راكضاً كالنمل على أوراق الدهشة والفضول...

متمردة؟ ربما، على المنطق اللامنطقي للأشياء...

ولأنني أصدق حبنا،

أقسم بالتحليق أن بساط الريح حقيقة واقعية،

حينما تمسك بيدي،

ونقلع معاً على شواطئ لبنان المقمرة، إلى القمر نفسه...

* متمردة مثلك، كيف تحب حرفي "التراثي" الصياغة؟

- عشق النجوم، رغم أنها "كلاسيكية"!...

هكذا أحب رياحك التي تتقن عربية أجدادي

وتعيدني في كل سطر

حبة رمل مطيعة في صحارى بلادي..

***

* ترحلين كثيراً، فهل نسيت لبنان؟

- أرحل وأنا أخبئ في قلبي

قرى متوّجة بالقرميد الأحمر،

تقطنها عصافير الذكريات وفراشاتها الذهبية..

أرحل بدروب جبلية لهثنا معاً

ونحن نتسلق أشواقنا وجموحنا فيها،

وشطآن اخترعت أبجدية الأفق...

أرحل ببيوت خضر احتوتنا معاً،

أغلق عليها ضلوعي بعد أن أقفل أبوابها جيداً

بمفاتيح صمت يشبه البكاء المتعجرف بكبريائه..

أرحل وأنا أخبئ في قلبي وجوهك وأصواتك

ويدهشني كيف لا تصفّر الماكينات الأمنية في المطارات

حين أعبر مضائقها ووطني في شراييني،

وكيف لا ترتسم صورتك في قاع ذاكرتي

على شاشات أجهزة كشف الخفايا والدواخل...

لا أريد أن أنفش الحروف كالقطن

حين أتحدث عنك وعن وطني،

ولكن حين تهرول أحصنة الليل السود فوق رأسي،

ماذا أقول لك، وأنا أتناول ذكرياتي

كالخبز المسموم على موائد الفراق؟

***

* وبيروت؟

- آه كيف يتكوم البكاء في حضن الليل ويبكي

ويرتجف كقط صغير مذعور،

كلما نسي نسياني بيروت...

وأنا أتابع عبثاً مشيتي المتعجرفة على الذكريات

في مدن جديدة، أصرّ على أن أتعلم حبها

كلما تعلمت لغاتها، وعبثاً أحاول،

فالمرء لا يملي على نفسه أحلامه وكوابيسه!...

بيروت؟ ثمة ضوء في آخر النفق،

فلنصلّ من أجله ليلة رأس السنة بخشوع،

بدلاً من هستيريا سيمفونية "الزمامير" والبالونات المفقوءة..

* وكيف ترين ما حولك؟

- أراه مصحاً عقلياً للسوريالية السياسية...

من رسم هذا الشطرنج الجهنمي وخلط أوراق اللعب

ولم نعد نميز بين "الثوار" ويسار الكافيار والدولار؟

لماذا تقيم نفرتيتي في برلين،

وما الذي أفعله أنا في الحي اللاتيني الباريسي،

وكيف تناثرنا هكذا بين القارّات غربة مغتربة؟

* ماذا تخبئ الأيام لحبنا؟

- لك أن تختار،

بين أن تظل هكذا، نجماً بعيداً يضيء حياتي بهدوء

وبين أن تهوي مرتطماً بأيامي كشهاب مجنون

لنحترق معاً...

لك أن تختار، بين مباهج البعد والشفافية والأبحدية

وبين محرقة العابر المشتعل الشهي كمذاق الفطر الشيطاني...

* وأنت ماذا تقولين؟

أقول كجدي الشاعر: "أمران أحلاهما مر" فراقك ولقاؤك...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عاشقة تحت المطر

أحدّق في المطر وهو يلتهم النافذة،

والليل يتدفق نهراً من الظلال...

أحدّق... كما أفعل منذ ألف عام،

وللمرة الأولى.. أرى الأشباح بوضوح تام

وهي تتابع حياتها خارج الغرف الموصدة على الصدأ...

أفتح النافذة، وأمد يدي إليها

فتضمها - بأصابعها الدخانية - بحنان...

وأمضي معها إلى غابة المجهول

نتسامر بحكايا ما وراء المألوف..

آه كيف قضيت عمري كالحمقى

أخاف من الأشباح، وهم مفتاح الليل

و "كلمة السر"؟...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عاشقة رجل "ممنوع من الصرف

لا يزال التحديق في عينيك

يشبه متعة إحصاء النجوم في ليلة صحراوية...

ولا يزال اسمك

الاسم الوحيد "الممنوع من الصرف" في حياتي..

لا تزال في خاطري

نهراً نهراً.. وكهفاً كهفاً.. وجرحاً جرحاً...

وأذكر جيداً رائحة كفك..

خشب الأبنوس والبهارات العربية الغامضة

تفوح في ليل السفن المبحرة إلى المجهول...

... لو لم تكن حنجرتي مغارة جليد،

لقلت لك شيئاً عذباً

يشبه كلمة "أحبك"..

ولكن، وسط هذا المساء المشلول..

تحت أحابيل الضوء الشتائية الغاربة..

لم أعد أكثر من جسد ممدد في براد الغربة،

لم يتعرف أحد على جثته

المشخونة "ترانزيت" من دفء بيروت الغابر..

إلى مشرحة اللامبالاة في حانة الحاضر..

***

لأنني أولد مرة، وأموت مرات...

لأنك دخول الضوء في الأشجار

والحبر في عروقي، وبهاء لبنان في مرايا ذاكرتي..

أضبط نفسي متلبسة بالشوق..

متسولة على أبواب المجاعة إليك..

أهيم على وجهك، مثقلة بأشواكي

مثل نبتة صبار صغيرة ووحيدة..

وأعرف أنني سأظل أفتقدك في ولائم الفراق..

(هل ينبغي حقاً أن أنساك

كلما سكبت بيروت اسمنتها المسلح في حنجرتي؟)

وأعرف جيداً طريق العاصفة إلى منارتك

وأحزان أنهار ضلّت الدرب إلى مصبّاتها..

لا تتهمني بالنسيان، ولا تطعنني "ببرج إيفل"..

ولا تصلبني على عقارب ساعة "بيغ بن"..

ولا تحنط رأسي وتعلّقه أعلى "قوس النصر"..

لم يكن بوسعي أن أزرع الياسمين الدمشقي،

فوق جدران "سوهو" و "الحي اللاتيني"..

ولا اقتلاع "برج بيزا" لغرس نخيلي مكانه..

لكنني احتفظت لك دوماً بحقل سرّي

في دهاليزي.. وأشعلته بحمرة شقائق النعمان اللامنسية

المتأججة على جبين البراري السورية..

***

آه سأظل أتذكر تلك القبلات

التي تتبادلها يدي ويدك خلسة..

حين أصافحك وداعاً،

في سهرات الياقات المنشاة..

وولائم أقنعة الدانتيل فوق أسنان أسماك القرش..

***

... أحمل حبنا إلى محنّط الطيور

وأرجوه أن يصنع لنا شيئاً..

تفوح رائحة عقاقيره، يستل مشرطه

وهو يتناول مني عصفورنا النادر

ثم ينطلق هارباً صارخاً: ولكنه مازال حياً...

... أرافق حبنا إلى الحانة..

فيطرده النادل ضاحكاً: طائرك ولد ثملاً...

... أمضي بحبنا إلى "مقهى المطر"

وأغني له كي ينام، فيحدّق ساخراً..

وعلى أهدابه ألمح اسمك

معلّقاً كدمعة تواكبها ابتسامة شيطانية..

أدس له المخدر في قهوته،

فيرتشفها لا مبالياً ممتطياً صهوة الذكريات..

ويقصّني صوت فيروز الجارح منشداً..

(بعدك على بالي...)...

***

لماذا أخط إليك الآن جنوني

في "لحظة حب نزقة كزفرة تنهد؟

لأنني الليلة، داهمت منضدة مكتبي

فوجدت أحد أقلامي جثة هامدة

وقد مات منتحراً..

بعدما شرب السم بدل الحبر..

وكنت قد كتبت به صباحاً

رسالة وداع إليك!..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عاشقة الموت في محبرة


حين أكتب عنك

أراقب محبرتي بذهول،

ومطر دافئ يهطل داخلها..

وأرى الحبر يتحول إلى بحر

وأصابعي إلى قوس قزح

وأحزاني إلى عصافير

وقلمي إلى غصن زيتون

وورقتي إلى فضاء

وجسدي إلى سحابة!

***

أطلق سراحي من حضورك في غيابك

عبثاً أنهال بفأسي

على ظلك فوق جدار عمري!

***

... لأن غيابك هو الحضور

ربما لا شفاء من إدماني إياك،

إلا بجرعات كبيرة من اللقاء داخل الشريان!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://emadaw.yoo7.com
 
غادة السمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الشعر العربي-
انتقل الى: